كما أشرنا سابقاً، بالرغم من أنّ عمليّة تجميل الأنف تلعب دوراً كبيراً جدّاً في إضفاء الجمال على الوجه، فإنّ هناك عوامل أخرى يمكن أن يكون لها دور إيجابيّ أو سلبيّ في جمال الوجه؛ هي: ابتداءً من نوع ولون البشرة ووضع عضلات الوجه (الميميك) إلى حالات العيون والحواجب وشعر الرأس، والجبهة، والخدود، والشفاه، والذقون، والأسنان، والرقبة. في بعض هذه الحالات، لم يتمّ حتّى الآن إبداع طريقة جراحيّة معيّنة ولكن يمكن في أغلبها تصحيح العيوب. غالبيّة المرضى الخاضعين لهذه العمليّة الجراحيّة (خلافاً لعمليّة الأنف) يحاولون أن يخفوا آثار هذه العمليّة، ولهذا، ليست هذه العمليّات معروفة لدى الناس بقدر عمليّة تجميل الأنف ولعلّ ذلك هو السبب في قلّة هذه العمليّات مقارنة بعمليّة تجميل الأنف. في بعض الأحيان، تترك هذه العمليّات تأثيراً كبيراً وفي  الوقت نفسه، تثير وجع رأس أقلّ للجرّاح والمريض معاً. فنشير هنا إلى عدد من هذه العمليّات:

تتصدّر هذه العمليّات، عمليّة تصحيح الذقن. تتمّ عمليّة الذقن في أغلب الأحيان، بغية تقديم الذقن إلى الأمام وعبر عمليّة بسيطة باستخدام التعويضات. في حالات أكثر تعقيداً، تجري عمليّة جراحيّة أثقل نسبيّاً من خلال إحداث شقّ في الذقن. في الحالات التي ينعدم فيها تطابق الأسنان أيضاً، قد تكون هناك حاجة إلى تعاون أخصّائيّ في تقويم الأسنان وإجراء عمليّات بواسطة جرّاح الوجه والفكّين. أحياناً، يعاني الفكّ العلويّ من عيوب يعمل على تصحيحها كذلك أخصّائيّ في جراحة الوجه والفكّين بالتعاون مع أخصّائيّ تقويم الأسنان. إنّ عمليّة الخدود الجراحيّة هي الأخرى من العمليّات الشائعة نسبيّاً وتجري هذه العمليّة عادة من أجل تكبير حجم الخدود حيث يمكن القيام بذلك (على غرار الذقون) بوضع تعويضات الخدود أو بحقن الدهون فيها. حقن الدهون عمليّة قد تكون أقلّ خطراً وإثارة للمشاكل من بين العمليّات الجراحيّة للوجه.

ذلك لأنّ الدهون تُؤخذ بواسطة محاقن من سائر مناطق الجسم وتُحقن في الخدود أو الشفاه حتّى الذقون والمناطق الأخرى من الوجه. بالرغم من أنّ التقنية الصحيحة لحقن الدهون تؤثّر كثيراً في نتيجة العمليّة ولكن بما أنّ في هذه العمليّة يتمّ امتصاص مقدار كبير نسبيّاً من الدهون، فمن الممكن أن يتطلّب الأمر إعادة العمليّة لعدّة مرّات حتّى تعطي نتيجة كاملة. أثبتت تجربتي مع أغلب المرضى أنّهم رضوا عن العمليّة بشكل نسبيّ بعد حقن الدهون مرّة واحدة ولكن على أيّ حال، على المريض الذي يريد حقن الدهون أن يعلم بأنّه قد يستلزم الأمر مرّتين أو أكثر (حتّى ما يبلغ ۱۰ مرّات) لحقن الدهون من أجل التصحيح الكامل. في الآونة الأخيرة، شاع في إيران حقن بعض الجيلات غير القابلة للامتصاص من نوع البولي­أكريل أميد، وعلى الرغم من أنّها تعطي مفعولاً سريعاً ودائماً ومتكاملاً، غير أنّني وبسبب أعراضها غير المعروفة وغير القابلة للعودة، لا أنصح باستعمالها. إنّ حقن الموادّ القابلة للامتصاص كالجيلات المصنوعة من حمض الهيالورونيك والكولاجين بالرغم من أنّ الجسم يمتصّها بعد فترة بشكل كامل، غير أنّها لا تشكّل خطراً وهي مصدّق عليها ويمكن استخدامها لحشو تجاعيد الوجه. حقن البوتوكس أو سمّ البوتولين الذي يُستخدم لشلّ العضلات الدخيلة في تقطيب الجبين والمساعدة في تقليل التجاعيد، هو من العمليّات الأخرى التي من شأنها إضفاء الجمال على الوجه في المسنّين. يلزم عادة حقن هذه المادّة مرّات عديدة.

جراحة الجفون التجميليّة التي من شأنها المساعدة في إزالة انتفاخ الجفون العلويّة والسفليّة، هي من العمليّات التي تتمّ في المسنّين وإن تبدُ ضروريّة في الشباب أحياناً. شدّ بشرة الجبهة والحواجب وشدّ بشرة الوجه والرقبة أو اللُّغْد كذلك من العمليّات التي كانت تجري على المسنّين أكثر من غيرهم ولكنّ اليوم خصوصاً باستخدام أساليب التنظير الداخليّ، يخضع الشباب أيضاً لعمليّة شدّ الحواجب ورفع الخدود. في بعض الأحيان، يمكن من خلال حقن الدهون أو وضع الفيلرات (موادّ التعبئة) في داخل الشفاه وحتّى حقن الموادّ المصدّق عليها التي ذكرناها، أن نجعل الشفاه أكثر سمكاً ونزيد من جمال الشخص.

العامل المساعد الآخر هو شكل ولون الأسنان حيث تُستخدم اليوم علاجات لتصحيح شكل ولون الأسنان. حاليّاً، يكون تقويم الأسنان من العلاجات المعروفة لدى العموم التي من شأنها أن تلعب دوراً فعّالاً في جمال وجه الشخص. إجراء علاجات على اللثة وتصحيح طول الأسنان أيضاً من الأعمال التي يمكن تطبيقها في مجال طبّ الأسنان بصورة بارعة.

الجراحة التجميليّة الأخرى التي يُفضّل من أجل الحيلولة دون ظهور آثار نفسيّة سلبيّة لدى الشخص، أن تجري في سنوات ما قبل المدرسة، هي جراحة الآذان الناتئة ولكن يراجع المرضى من أجلها في أعمار أكبر.

وأخيراً نشير إلى عمليّات زرع الشعر التي يتمّ فيها زرع جذور الشعر الموجودة في مناطق أخرى من الرأس في المناطق ذات كثافة شعر أقلّ أو المناطق الصلعاء وذلك باستخدام تقنيات جديدة. وتنمو هذا الشعر كالشعر الطبيعيّ تماماً.