بصورة عامّة، تعتمد نتيجة جراحة الأنف حتّى ولو كانت على يد أمهر الجرّاحين، على عاملين رئيسين:
- نوع بشرة المريض من حيث المرونة والسماكة؛ و
- ما تحظى به بقيّة أجزاء الوجه من جمال.
يما يتعلّق بنوع البشرة، هناك مثال يساعدنا كثيراً وأنا أذكره لمرضاي وهو الاختلاف بين كرة جلديّة وبالونة. فإنّ البالونة مع ما لها من مرونة، يقلّ حجمها مع تقليل هوائه، من دون أن تفقد شكلها بينما في الكرة الجلديّة، مع تقليل الهواء فيه، يقلّ حجمها قليلاً ويؤدّي تقليل الحجم بشكل زائد عن الحدّ إلى تشوّه الكرة.
بطبيعة الحال، ليست أيّ بشرة بقدر المرونة المنخفضة للكرة الجلديّة ولا بقدر المرونة العالية للبالونة؛ ولكن يساعد هذا المثال المرضى على أن يدركوا لماذا يختلف ردّ الفعل بين نوعين من البشرة. يتكوّن الأنف من طبقتين رئيستين:
- البشرة والعضلات الملتصقة بتحتها؛ و
- الهيكل العظميّ-الغضروفيّ للأنف حيث يتكوّن جزؤه العلويّ في معظمه من العظم، ويتكوّن جزؤه السفليّ في معظمه من الغضروف؛ و
- الغطاء الداخليّ للأنف أو المخاط الذي غطّى الأنف من الداخل.
في عمليّة تجميل الأنف، تُرفع البشرة مع الطبقة العضليّة الملتصقة بها من فوق الطبقة الغضروفيّة والعظميّة ويتمّ إحداث التغييرات على الغضاريف والعظام. لا يقوم الجرّاح بعمل كثير على طبقة البشرة والعضلة وتُظهِر هذه الطبقة حسب مستوى مرونتها ردّة فعل إزاء التغييرات الحاصلة في العظام والغضاريف وتنبسط على الطبقة الغضروفيّة-العظميّة وتتّخذ الشكل المطلوب مع مرور الزمن. هنا، نسبة مرونة البشرة هي التي تحدّد إلى أيّ درجة يمكن أن تكون الجراحة مؤثّرة. البشرة غير المرنة جدّاً أو ما يُصطلح عليها بالأنف اللحميّ تتجاوب مع تقليل الحجم بصورة أقلّ ولكن تتجاوب مع تغيير الشكل بصورة جيّدة نسبيّاً وتتجاوب مع ازدياد الحجم بصورة جيّدة. وعليه، يستطيع الجرّاح الماهر أن يحصل على نتائج طيّبة للغاية في الأنوف اللحميّة أيضاً إذا لم يكن من المقرّر أن يقلّص حجماً كثيراً.
مع ذلك، البشرة الجيّدة والمرنة والشابّة (أو كما تُسمّى، الأنف العظميّ) تفسح المجال أمام الجرّاح الماهر لإحداث التغييرات المختلفة. بالرغم من أنّ الجرّاح غير المحنّك كذلك يمكنه الحصول على نتائج متوسّطة في الأنوف العظميّة غير أنّ جراحة الأنوف اللحميّة تحتاج دون شكّ، إلى جرّاح دقيق ومخضرم. مع ذلك كلّه، فإنّ الجرّاح عند جراحته لأنف ذي بشرة جيّدة (العظميّ) يكتسب نتائج أفضل مقارنة بأنف ذي بشرة رديئة (اللحميّ).
العامل الثاني الذي يؤثّر في نتيجة العمليّة هو نسبة الجمال في بقيّة أجزاء الوجه؛ ففي وجه جميل، حتّى ولو كانت نتيجة العمليّة متوسّطة، ستكون مرضية، بينما يكون الشخص الذي لا يتمتّع بوجه جميل، حسّاساً بالنسبة لأصغر تفاصيل أنفه. في الشخص الذي يملك ذقناً صغيراً أو خدّين غائرين أو يكون خلف شفتيه مرتفعاً، وحمرة شفتيه رفيعة، يجعل تقدّم الأنف للأمام (Project) مظهر الأنف الجيّد يبدو سيّئاً إلى حدّ كبير (في حال عدم تصحيح بقيّة عيوب الوجه). بمعنى أنّ صغر سائر أجزاء الوجه من شأنه أن يجعل الأنف يبدو أكبر وأحياناً قد يؤدّي تصحيح الذقن والخدود وحتّى الشفتين بصورة غير مباشرة، إلى أن يبدو الأنف أصغر وأجمل.
ما هو المقصود بالأنوف اللحميّة والعظميّة؟
كما أوضحنا سابقاً، فإنّ الأنف يتكوّن من ثلاث طبقات رئيسة:
- الطبقة المغطّية الخارجية التي تتألّف من البشرة والطبقة العضليّة الملتصقة بالجزء السفليّ منها؛ و
- الهيكل العظميّ-الغضروفيّ؛ و
- الطبقة المغطّية الداخلية التي تتألّف في معظمها من المخاط وقدر من البشرة.
تتكوّن الطبقة العظميّة في الأعلى من العظم وتنتهي في الأسفل إلى غضاريف رفيعة لأرنبة الأنف. في أجزاء من أسفل الأنف منها: القسم الأكبر من منطقة الفتحتين وحواجز الأنف، لا يوجد غضروف على الإطلاق وإنّما يتألّف من البشرة. كلّما انتقلنا من الأعلى للأسفل، يزداد دور البشرة في تشكيل الأنف وتتجاوب البشرة اعتماداً على جودته مع هذه التغييرات وكلّما كان نوع البشرة أفضل وأكثر رفعةً ومرونة، تحمّلت نطاق تغييرات أكثر وأفسحت المجال أكثر أمام الجرّاح لإحداث تغيير في العظام والغضاريف. هذا الأمر أكثر ما ينطبق على الأجزاء الأكثر سفلاً للأنف وأرنبة الأنف والتي تميل ميلاً أكثر إلى مرونة البشرة لتحمّل التغييرات الغضروفيّة التحتانيّة وذلك بسبب شكلها الجلديّ المعقّد.
المقصود بالأنف اللحميّ هو الأنف الذي تكون بشرته في الأجزاء الأكثر سفلاً منه أي الأرنبة والحاجز أشدّ رداءةً والمقصود بالأنف العظميّ هو الأنف الذي يتمتّع بجودة بشرة أفضل في المناطق المذكورة. خلافاً لما يتصوّره أغلب المرضى من أنّ المراد بالأنف العظميّ هو انحناء الأنف، فإنّ انحناء الأنف وتصحيحه من أبسط أقسام عمليّة تجميل الأنف، ورغم أنّ تأثيره واضح جدّاً، غير أنّ مهارة الجرّاح الماهر تتمثّل في خلق أرنبة أنف جميلة، ومع أنّ هذا الأمر يعتمد على حذاقة الجرّاح لكنّ جودة البشرة في الأجزاء السفليّة للأنف وفي أسفله تشكّل عاملاً مهمّاً في الحصول على نتائج أفضل، وبغضّ النظر عن وجود أو عدم وجود الانحناء، كلّما كانت جودة البشرة أسوء، كان الأنف لحميّاً أكثر؛ أي من الممكن أن تكون للأنف إضافة إلى انحنائه الكبير جودة بشرة سيّئة في أرنبته ونحن نعتبره أنفاً لحميّاً وعلى العكس من ذلك، فقد لا يكون للأنف انحناء كبير بل تجعل البشرة الجيّدة لأرنبة الأنف أن نصنّف ذلك الأنف ضمن الأنوف العظميّة. في حال ملاءمة جودة البشرة في أرنبة الأنف، يعطي تصحيح أرنبته على يد جرّاح ماهر نتيجة أفضل ونسمّي هذا النوع بالأنف العظميّ، سواء كان له انحناء كبير أم لا.
بعبارة أخرى، كلّما كانت عيوب الأنف تتعلّق في معظمها ببشرة الأنف، كان الأنف يتميّز بخاصّيّة لحميّة أكثر وكلّما كانت عيوب أقلّ تتعلّق بالبشرة وتتعلّق أكثرها بالطبقة الغضروفيّة-العظميّة، كان الأنف يتميّز بخاصّيّة لحميّة أقلّ أو يُسمّى عظميّاً أكثر.
يستطيع الجرّاح الماهر أن يصحّح جميع العيوب الغضروفيّة والعظميّة تقريباً. إنّ الذي يؤدّي إلى الاختلاف بين نتيجة العمليّة الجراحيّة في مريضين مختلفين بواسطة الجرّاح، ينتج عادة عن اختلاف بشرة المريضين وكذلك اختلاف الخصائص التي تتميّز بها بقيّة أجزاء الوجه، حيث يمكن لهذه الخصائص أن تؤثّر كثيراً في نتيجة العمليّة.
تنسيق الأعمال والتشاور في شخص
22725195 - 9821+ الاتصال بنا